مصر
Thursday, March 31, 2011
Wednesday, March 30, 2011
دستور الحاج أحمد
تحركات السلفيين 2
سلفي يقتل عاملا زراعيا بالفأس لأنه "لايصلي ويسب الدين".. والمتهم يطالب بحضور حسان شهدت قرية الاسراء والمعراج بوادي النطرون جريمة قتل بشعة راح ضحيتها عامل زراعي شاب يعمل في إحدى المزارع، بعد أن قام مزارع ينتمي لجماعة السلفيين بالقرية بقتله وهشم رأسه بالفأس اثناء إستغراقه فجرا في النوم لتركه الصلاة، وذلك بحسب موقع أخبار مصر التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.وتمكنت المباحث من القبض على المتهم الذي اعترف بالجريمة ورفض الاعتراف بالتفاصيل والاأسباب إلا بحضور الشيخ محمد حسان، حيث طلبت النيابة إختيار أحد المشايخ الاقرب لمدينة وادي النطرون فطلب الشيخ "عيد غنام"، وأمر حازم حبيب وكيل النيابة باستدعاء الشيخ عيد غنام حتى يعترف المتهم بتفاصيل الجريم،بحسب تقارير محلية الاربعاء.كان اللواء أحمد سالم جاد مدير امن البحيرة، قد تلقى بلاغا من محمد الخطيب صاحب مزرعة بقرية الاسراء والمعراج بوادي النطرون، بعثوره على جثة هاني فيصل محمد ١٢ سنة عامل بالمزرعة مهشمة الرأس داخل عشة يقيم فيها بالمزرعة، وكشفت تحريات المباحث أن مرتكب الواقعة سعد الله عبدالغني كامل ٧٣ سنة فلاح بالقرية وينتمي للتيار السلفي حيث كان قد سبق وأخبر مجموعة من مشايخ التيار باعتزامه قتل المجني عليه لعدم قيامه بأداء الصلاة وسب الدين دائماً
عندما يزأر الأسد
Tuesday, March 29, 2011
سالي زهران البطلة التي تقنا إليها:
Sunday, March 27, 2011
بقية تحركات السلفيين
و هل يتكلم أحد في حضور الإسلاميون
مستقبل مصر القريب
لا تعليق
لا تعليق
Thursday, March 24, 2011
وقفة و نرجع لورا
معلومات خطيرة عن خطط إجهاد الثورة॥ هل سيتعرض البرادعى للاغتيال؟ بقلم بلال فضل ٢٣/ ٣/ ٢٠١١
خوفا علي هذة المقالات القيمة من الفقد
أول مرة سمعت فيها هذا السؤال كانت تقريباً قبل شهر. سأله لى صديق سينمائى أعلم عشقه للتاريخ وسعيه دائما لاستدعاء شواهد تاريخية يتأمل من خلالها الحاضر والمستقبل، قلت له: إذا كنت تعنى الاغتيال البدنى على طريقة كينيدى ومارتن لوثر كينج مثلا، فأنا أستبعد أن يتعرض له الدكتور محمد البرادعى طالما ظلت محاولات الاغتيال المعنوى التى تشن على الرجل منذ أكثر من عام تؤتى ثمارها، أما إذا تراجعت نتائج هذه المحاولات بفعل نجاح الثورة فى تغيير واقع الإعلام الرسمى والخاص، وهو ما قد يتيح للرجل ومؤيديه فرصة توضيح الكثير من الأكاذيب التى كان يفرضها ضباط أمن الدولة على الإعلام من خلال عملائهم والمتحالفين معهم فى الصحف والبرامج والمنتديات، عندها لا تستبعد أن يتم اللجوء إلى التخلص من الرجل بدنيا، عملا بالمثل الشعبى القائل «ماتستكترش الرفس على البغل النجس».
لكى لا يبدو الأمر مجرد حوار بين صديقين يغلب عليهما الحذر المتشائم دعنى أضع بين يديك الوقائع التالية: منذ حوالى أسبوعين تداولت مواقع عديدة على الإنترنت موضوعاً نشره العقيد عمر عفيفى، ضابط الشرطة اللاجئ سياسياً إلى الولايات المتحدة، على صفحته فى الـ«فيس بوك»، يقول فيه إن لديه معلومات من مصادره الخاصة تؤكد أن عدداً من ضباط أمن الدولة اجتمعوا بشكل خاص فى فيلا بالمقطم (لاحظ أن هناك أخباراً منشورة تحدثت عن وجود مقر سرى لأمن الدولة فى المقطم، واربط ذلك بما حدث فى المقطم للبرادعى يوم الاستفتاء)، ثم يقول عفيفى إن اجتماع أولئك الضباط أسفر عن عمل قائمة اغتيالات تتضمن مائة شخصية عامة من السياسيين والكتاب والإعلاميين لم يحددها عفيفى. كالعادة اختلفت ردود أفعال الذين تلقوا ما قيل طبقاً لموقفهم من العقيد عفيفى، فالذين يثقون فيه نظرا لأنه قام بتسريب أخبار مهمة خلال أيام الثورة وما قبلها مثل وجود نية لقنص المتظاهرين فى الليلة التى أعقبت موقعة الجمل هؤلاء تعاملوا مع الأمر بجدية وبدأوا يجتهدون فى تشكيل أسماء هذه القائمة ويوزعونها على بعضهم من باب التذكير والتنبيه (بالمناسبة ما قاله العقيد عفيفى عن تلك الليلة وصلنى أنا أيضا فى نفس اليوم من خلال اتصال من ضابط أمن دولة رفض ذكر اسمه وقمت بإذاعة ذلك على الفضائيات دون أن يفلح فى وقف ما حدث من بشاعة، وأعتقد أن مكالماتى لدريم والجزيرة موجودة على الإنترنت لمن أراد). أما الذين لا يثقون فى العقيد عفيفى لأسباب كثيرة فقد سخّفوا من الأمر واعتبروه مجرد فرقعة إعلامية يبحث بها العقيد عفيفى عن الأضواء بعد أن انحسرت عنه عقب نجاح الثورة، وكلما مرت الأيام دون أن تحدث محاولات اغتيال لأى أحد من الذين توقعهم الناس، بدا أن رأى هؤلاء صحيح.
عن نفسى أنتمى إلى معسكر ثالث فى التعامل مع العقيد عفيفى، ولعلك تعرف ذلك إذا كنت قد شاهدت المواجهة التى دارت بينى وبينه على الهواء تليفونياً فى برنامج المذيع المتألق يسرى فودة قبل أسبوعين، أما إذا لم تكن قد شاهدته فدعنى أوجز لك موقفى كالتالى: نعم، أُكن احتراماً كبيراً للدور الوطنى الذى لعبه العقيد عفيفى قبل الثورة بإصداره كتاب «عشان ماتنضربش على قفاك» فى عز جبروت داخلية العادلى التى تحولت إلى دولة فوق الدولة ووصل بها الأمر إلى أن تتجسس من خلال مباحث أمن الدولة على قيادات الجيش والمؤسسات السيادية، وقد دفع العقيد عفيفى ثمن موقفه الشجاع غالياً عندما اضطر للسفر إلى الولايات المتحدة هرباً بحياته، ومع ذلك فأنا أختلف معه بشدة فى الدور الذى لعبه بمحاولة توجيه الثورة من خلال الفيديوهات التى كان يصورها فى أمريكا ويذيعها على الإنترنت، لأن هذه الفيديوهات، خصوصاً تلك التى كانت تقدم إرشادات لاقتحام المبانى الحكومية مثل مبانى التليفزيون، كانت من أهم عوامل ضرب الثورة إعلامياً على أيدى أشخاص أمثال خيرى رمضان وتامر أمين وغيرهما من أبواق النظام الذين لم تتم محاسبتهم حتى الآن على ما ذكروه من معلومات مغلوطة تم اتخاذها كمبرر لقتل المتظاهرين،
وللأسف أدت تلك الفيديوهات إلى حدوث بلبلة كبيرة فى صفوف الكتلة الصامتة التى تعودت على أن تربط بين أى شىء قادم من أمريكا، ولو كان حقاً، وبين المؤامرة الصليبية الصهيونية، ربما ما خدم الثورة أنه لم يكن هناك فعلا أى اتصال بين جميع قياداتها على الأرض وبين عفيفى، ولذلك لم تحدث محاولة اقتحام واحدة لمبنى التليفزيون، وهو ما جعل العقيد يبدو شيئا فشيئا أنه لا يصدر توجيهات بقدر ما يصدر تمنيات، ولذلك قلت للعقيد عفيفى إننى ضد أى شخص يقوم بتوجيه الثورة من أمريكا، إذا كنت تريد أن تصدر توجيهات للثورة فلست أغلى من الشهداء الذين ماتوا فى شوارع مصر، تعال هنا وادفع الثمن وسطنا، لكى لا تكون قوة تأثير سلبية تستخدم ضد الثورة، (وهو الكلام الذى حاول البعض تحريفه لإظهارى أننى أهاجم المغتربين المصريين بالخارج بينما كان معنى كلامى واضحا)، عندما واجهت عفيفى يومها بما نشره فى أحد بياناته حين قال إن توجيهاته كانت سبباً فى نجاح الثورة، وفوجئت به يعلن أنه لم يقل ذلك وأن هذا الكلام مدسوس عليه، ولذلك عندما قرأت ما نشره عن قائمة الاغتيالات احترت وقلت لنفسى: هل هذه المعلومات أيضا مدسوسة عليه أم لا؟
بعد إذاعة البرنامج بيومين التقيت المفكر الكبير الدكتور حسام عيسى فى حفل عشاء دعتنى إليه السيدة الفاضلة شمس الأتربى، وأدلى الدكتور حسام بقنبلة أثناء حديثه مع الحاضرين عندما قال إن أحد معارفه الذى يعمل فى جهاز أمنى مهم قال له إن هناك أخباراً مؤكدة عن وجود قائمتين تم وضعهما من قبل بعض ضباط أمن الدولة الذين يشكلون ما يشبه التنظيم الخاص الذى يعمل لخدمة حبيب العادلى مباشرة، القائمة الأولى بها أسماء مطلوب اغتيالها، والقائمة الثانية سميت بقائمة التأديب ومطلوب منها توجيه ضربات انتقامية لأشخاص بأعينهم من الإعلاميين والكتاب والناشطين السياسيين، وقال الدكتور إن الرجل الذى نقل إليه هذا الكلام لكى يبرئ ذمته أمام الله ذكر له اسما وحيدا عرف من مصادره أنه موضوع على قائمة الاغتيالات هو الكاتب العالمى الدكتور علاء الأسوانى، وقال الدكتور حسام إنه أبلغ الأسوانى بذلك، بل وأبلغ به صحيفة الفجر التى يرأس تحريرها الكاتب الكبير عادل حمودة، والتى نشرت الموضوع فعلاً فى مقال مهم كتبه الكاتب الصديق ياسر الزيات عن قوائم الاغتيالات المرتقبة، ومنذ أن تم نشر الموضوع لم نسمع أى رد فعل رسمى عليه، على الأقل لم تنشر (الفجر) ذلك.
فيما بعد علمت من مصدر مطلع أعلم أنك لن تسألنى عن هويته، ربما لأنك تثق بى، وربما لأنك تعلم أننى لن أجيبك، أنه تم العثور بمحض الصدفة ومنذ أسبوع لا أكثر، على مخطط كامل لما يسمى علمياً بالثورة المضادة تثبت أن كل ما يقال عن وجودها فى مصر حقائق قاطعة وليس من ضروب الوهم والخيال، حدث ذلك عندما ذهب شخص يسكن فى منطقة الزمالك إلى مهندس كمبيوتر ليطلب منه إصلاح جهاز كمبيوتر محمول (لاب توب) تعطل فجأة ويريد إصلاحه سريعاً، ترك هذا الشخص الجهاز لدى المهندس الذى أصلحه سريعاً، وأثناء تأكده من إصلاح الجهاز قام بشكل عشوائى بفتح ملف «وورد» كان يحمل اسماً لافتا للانتباه هو (الخطط الإجهادية)، أصيب الرجل بالرعب عندما قرأ الملف وقام بنسخ ما على الجهاز ثم سلمه إلى أجهزة سيادية اهتمت بالأمر وبدأت تعالج المسألة منذ ذلك الوقت، ولم تتوفر لدىّ أى معلومات حول ما إذا كان قد تم القبض على صاحب الجهاز أم لا، وما إذا كان قد تم تحديد هويته والجهة التى يعمل بها أو لحسابها، هل هى جهة داخلية أم جهة خارجية، أم مزيج بين هذا وذاك؟ قد لا تكون مؤمناً بنظرية المؤامرة لكنك طبقا للتفكير العلمى العقلانى، لايمكن أن تظن أن هناك أجهزة مخابرات دولية على رأسها الموساد يمكن أن تقف مكتوفة الأيدى أمام ثورة بهذا الحجم والتأثير فى مصر، ولذلك يمكن أن تلاحظ الدلالات الخطيرة لاسم الورقة وتربطها بكل ما يحدث فى الواقع لتدرك أن الإجهاد هو المقدمة الطبيعية للإجهاض.
قال لى المصدر المطلع إن كل ما حدث فى مصر منذ يوم إجبار الرئيس مبارك على التخلى عن الحكم وحتى اليوم كان مكتوباً بالنص فى تلك الخطط التى جاءت بعد طباعتها فى ٣ صفحات، وكُتبت بلغة عربية ركيكة حفلت بقدر من الأخطاء المطبعية يوحى أنها كتبت على عجل أو ربما كان كاتبها ضعيفاً فى اللغة العربية إما لأنه أجنبى أو لأنه عاش فى الخارج طويلاً، وقد جاء فى بداية الورقة أن الفترة التى ظل الرئيس المخلوع مبارك يماطل فيها فى تنفيذ مطالب الثورة، بعد أن تأكد له أن الجيش لن يقف فى صفه، تم استغلالها فى تهريب ثروات العديد من رموز النظام إلى الخارج،
كما جاء فى ورقة الخطط تفاصيل لأشياء كثيرة تم تنفيذها خلال حكومة أحمد شفيق، من بينها إشعال المطالب الفئوية بشكل منظم لإجهاد الثورة، أفتح هنا قوسا لأقول إن هناك اتصالا جاءنى من سائق فى إحدى المؤسسات الحكومية خلال رئاسة شفيق للوزراء، قال لى فيها إن هناك مقراً فى الزمالك مجهزاً بعدد كبير من أجهزة الكمبيوتر يقوم من خلاله عدد من الأشخاص الذين يعملون فى أحد المراكز التابعة لمجلس الوزراء بتوجيه المظاهرات الفئوية والدخول على مواقع الإنترنت لبث شائعات تثير الفزع بين الناس، ومهاجمة العديد من الشخصيات المؤيدة للثورة بترديد شائعات عنها، وطلبت منه أن يكتب لى ما قاله فى رسالة لكى أطمئن إلى نشره، وقد فعل ورسالته أحتفظ بها عند بعض الأصدقاء على فلاشة كمبيوتر، لكنه فى آخر لحظة اتصل بى ليقول لى إن المقر تم إخلاؤه على عجل بعد يوم من اتصاله بى، وأنه حاول التوصل إلى المقر الجديد الذى تم نقل الأجهزة إليه لكنه لم يستطع ذلك. تذكرت ذلك السائق عندما قال لى المصدر إن ورقة الخطط الإجهادية تضمنت فقرة عن ضرورة استهداف بعض المدارس من قبل بلطجية، وتضخيم الأخبار التى تتحدث عن ذلك بالتعاون مع بعض العاملين فى بعض مواقع الإنترنت، وقد حدث هنا أن نُشرت أخبار فى تلك المواقع عن وجود استهداف للأطفال فى مدارس بالإسكندرية بينما لم تكن الدراسة قد بدأت أصلا، وهو ما جعل الدكتور علاء الأسوانى يستشهد بالخبر فى حواره الشهير مع رئيس الوزراء المقال أحمد شفيق فيظن البعض أنه يقوم بفبركة ما حدث، بينما لم يكن سوى ناقل لما نشرته مواقع الإنترنت بالفعل، وأثار فوضى عارمة أدت إلى قرار تأجيل الدراسة أكثر من مرة.
الخطير أيضاً أنه وردت فى ورقة (الخطط الإجهادية) فقرة كاملة تحدثت عن استهداف كنائس وتحريض الأقباط من خلال بعض مواقع الإنترنت على اتخاذ مواقف متشددة تجاه الجيش بعد أن يتم تسريب رسائل على الإنترنت تتهم الجيش بأنه ينحاز ضد المسيحيين لمصلحة الإخوان والمتطرفين الإسلاميين، وهو ما أثرته أيضا فى برنامج يسرى فودة مع القمص عبدالمسيح بسيط عندما حدثته عن رسالة منسوبة إلى شخص يدعى الأب يوتا يوجه فيها اتهامات لاذعة للمؤسسة العسكرية، وقال القمص بسيط كلاماً لاذعاً بحق المدعو يوتا يطلب فيه من كل المسيحيين ألا يصدقوه أبدا، وأرجو أن ترجع إلى شبكة الإنترنت لمشاهدة نص الحلقة إذا أردت، مع العلم أن ذلك كان قبل أكثر من أسبوع من انكشاف أمر ورقة الخطط الإجهادية. حدثنى المصدر أيضا عن فقرة شديدة الخطورة جاءت فى الورقة تحدثت عن زرع شخصيات شابة داخل ميدان التحرير تتبنى مواقف شديدة التطرف ضد الجيش وتقوم بتحريض الشباب عليه، أرجو الرجوع إلى ما سبق أن نشرته عن هذا الأمر قبل ذلك، كما تحدثت فقرة أخرى عن ضرورة إصدار بيانات على شبكة الإنترنت تتحدث بشكل سلبى عن النائب العام وتركز على هدم مصداقيته من خلال الحديث عن كونه معيناً من الرئيس المخلوع مبارك، وقد جاء فى الفقرة الأخيرة منها والتى حكاها لى المصدر من ذاكرته كلام من نوعية (إننا الآن فى مركب واحد ولن نسمح بإذلال رموزنا ولن نسمح بتعطيل مصالحنا أو بمصادرة ثرواتنا ولابد أن تعود الأمور إلى نصابها)، وقال لى المصدر إن الجهات السيادية التى حققت فى الأمر منذ وقوع تلك الخطط بين أيديها لم تتعامل معها بتصديق كامل فى البداية، بل بحثت كل الاحتمالات، بدءاً من وجود أجهزة مخابرات أجنبية متصلة بالأمر ووصولا إلى أن تكون تلك الخطط عبارة عن محاولة تضليلية تقوم بترجمة ما حدث فى الواقع بالفعل وتحويله إلى ورقة مكتوبة ثم ترتيب وقوعها فى أيدى من يهمه الأمر لإظهار أن هناك قوة منظمة مازالت تحارب بشراسة على الساحة وإحداث مزيد من الإرباك لصانعى القرار، لكنه قال لى إن هناك تطوراً ما حدث منذ عدة أيام كشف عن وجود تحرك منظم لإحداث زعزعة فى الجانب الاقتصادى خصوصاً فيما يتعلق بحياة الناس اليومية، وتم إحباطه على الفور، ليبدأ التعامل بعدها مع ما جاء فى الورقة بجدية شديدة.
طيب، ما علاقة كل ما حكيته لك بالدكتور البرادعى وما إذا كان من الممكن أن يتعرض هو أو غيره للاغتيال، دعنى أكمل لك ما عندى فى الغد بإذن الله إذا عشنا وكان لنا نشر.
خطط إجهاد الثورة: إذا نجا البرادعى ॥
هل يتم اغتيال البسطويسى وصباحى؟ بقلم بلال فضل ٢٤/ ٣/ ٢٠١١
أجب عن السؤال الآتى: لماذا صمت المئات من أمناء الشرطة سنين طويلة على القهر والتمييز فى رواتبهم وإهدار حقوقهم المشروعة، ثم قرروا أن يصرخوا الآن فى مواجهة وزير جديد لم يكمل ثلاثة أسابيع فى منصبه، ومع ذلك فقد بدأ يعيد جهاز الشرطة إلى خدمة الشعب فعلا لا شعارا، ويصالح الشرطة على ملايين المصريين، ويخطو خطوات مهمة من أجل محو ميراث سنين طويلة من القهر والفساد والظلم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الإجابة: الخطط الإجهادية.
صدقنى، كنت أتمنى مثلك بالضبط، أن يكون كل ما نشرته أمس عن (الخطط الإجهادية) وقوائم الاغتيالات مجرد تخرصات اجتهادية أو حتى سيناريوهات كابوسية نبعت من عقول أجهدها التشاؤم، رغم أنها وردتنى من مصادر أثق بها كما أثق فى أن مستقبل مصر سيكون أفضل ألف مرة بإذن الله، لكن لعلك الآن متأكد أن كل ما نشرته كان حقيقيا للأسف الشديد، بدليل التطورات المؤسفة التى أدت إلى احتراق طوابق من مقر وزارة الداخلية بلاظوغلى، وكلها جرت عقب ساعات من تسليم مقالى للنشر.
أعلم أنك متشوق إلى استكمال ما ذكرته أمس عن قوائم الاغتيالات التى تستهدف عددا من الشخصيات العامة على رأسها الدكتور محمد البرادعى، لذلك سأرجئ الحديث عن ملابسات حريق وزارة الداخلية الذى يحاول البعض إلصاقه بأمناء الشرطة المتظاهرين وهو ما ستقرره تحقيقات النيابة، لكن لأن الشىء بالشىء يُذكر، ولكى أقضى على كل تصورات لديك بأننى أبالغ معتمدا على ثقتك المفترضة فىّ، دعنى أحيلك ابتداءً إلى التغطية التى قامت بها زميلتنا منى سلمان فى قناة (الجزيرة مباشر) لحريق الداخلية عصر الثلاثاء، حيث أجرت مكالمة تليفونية مع المقدم محمد عبدالرحمن عضو حركة (ضباط ولكن شرفاء) التى أصبحت حديث المصريين فى الفترة الماضية بسبب التصريحات الجريئة لبعض ضباطها ومطالبتهم بإحداث إصلاح جذرى فى الوزارة وهيكلة عملها بالكامل، أتمنى أن يسارع سيادة النائب العام إلى طلب شهادة المقدم محمد عبدالرحمن فى محضر رسمى بعد أن قالها أمام الملايين فى مكالمته، لكى يعرف الرأى العام هل تم حريق «الداخلية» بفعل فاعل للتغطية على ملفات بعض الفاسدين من ضباط أمن الدولة والمباحث الجنائية؟،
ومن الذى استغل أمناء الشرطة وقام بتسخينهم لكى يخرجوا بهذا الشكل غير المسبوق الذى قام بتحويل مطالب مشروعة إلى وقود يشعل نار العداء للشرطة بأكملها فى الشارع المنكوب بغياب الشرطة أصلا؟، لقد كشف المقدم عبدالرحمن فى حديثه عن وجود مصادر أمنية أبلغت زملاءه بأن هناك قائمة اغتيالات يتم الإعداد لها لعدة أسماء، ذكر من بينها الدكتور البرادعى والدكتور علاء الأسوانى والمناضل جورج إسحاق وآخرون لم يذكرهم، بل قال إنه وزملاءه أبلغوا الأسوانى بذلك طالبا منه أن يغير طريقة تحركاته لكى لا يتم استهدافه، وأنهم حاولوا الوصول إلى جورج إسحاق لتحذيره ولم ينجحوا فى ذلك!، واتضح أنه لم يكن يقول ذلك الكلام لأول مرة، بل قاله من قبل خلال لقاء تليفزيونى على الهواء فى نفس القناة، وتعرض لمحاولة اغتيال بعد خروجه من استديو البرنامج، وبعد نجاته أرسل تلغرافا إلى النائب العام يطلب فيه حمايته ولم يتم الرد عليه. أعلم أن سيادة النائب العام لديه الكثير مما يشغله وكان الله فى عونه، لكننى أتمنى أن يتم التفاعل سريعا من خلال مساعدى النائب العام مع أقوال خطيرة كهذه انتشرت كالنار فى الهشيم على شبكة الإنترنت منذ إذاعتها على الهواء.
أعود بعد هذا إلى وثيقة (الخطط الإجهادية) التى وقعت فى أيدى أجهزة سيادية منذ أيام، لأؤكد أن المصدر المطلع قال لى إن هناك فقرة كاملة خصصت فيها للدكتور البرادعى، صحيح أنها لم تتحدث عن تصفيته جسديا، لكنها تحدثت بالتفصيل عن مواصلة تصفيته معنويا، واللافت أنها تطلب فعل ذلك بالتزامن مع عشرات التحركات على جميع الأصعدة لإحداث حالة من الإجهاد للثورة تؤدى إلى إجهاضها، أى أن الوثيقة ترى أن تصفية البرادعى شعبيا للقضاء على فرصه فى التأثير على الناس، أمر لا يقل أهمية عن نشر البلبلة وتوسيع دائرة الاحتجاجات الفئوية لإفشال مهمة حكومة عصام شرف وإثارة الفتنة الطائفية وإحداث الوقيعة بين الجيش والثورة، واللافت أن واضعى الخطط لم يجدوا مداخل جديدة للتعامل مع البرادعى، فاكتفوا بالتركيز على المداخل القديمة مثل حكاية الاستمرار فى نشر دور البرادعى المزعوم فى تدمير العراق وفكرة عمالته لأمريكا، فهم يعلمون أن رجل الشارع العادى ليس لديه من الوقت أو الدأب ما يجعله يدخل على شبكة الإنترنت ليعرف الدور الحقيقى للبرادعى وكيف أنه أصر على عدم وجود أسلحة نووية فى العراق ووقف فى وجه أمريكا طويلا التى كانت تحلم بنيل شرعية من وكالة الطاقة الذرية لضرب العراق،
يعلم واضعو الوثيقة أيضا أن رجل الشارع لن يفكر فى البحث على الإنترنت عن حيثيات نيل البرادعى لجائزة نوبل للسلام التى نالها لوقوفه ضد أمريكا وليس لأنها هى التى منحتها له، كما طلبت الوثيقة مواصلة التركيز على ذلك، فضلا عن طلبها مواصلة الاتهامات المكررة بأنه يريد إلغاء المادة الثانية من الدستور وأنه كافر وملحد، وما إلى ذلك من الاتهامات التى نسفها البرادعى من خلال المنبر الوحيد الذى أتيح له أن يظهر فيه، وهو برنامج «آخر كلام» مع المذيع اللامع يسرى فودة، وهو ما حاول أذناب النظام تحويله إلى مأخذ عليه، لأنه ظهر فى قناة نجيب ساويرس، رابطين بين ذلك وبين الاتهامات السابقة، مع أن كل المرشحين الرئاسيين تقريبا ظهروا فى نفس البرنامج، ولم يقل أحد منهم شيئا يختلف كثيرا عما قاله البرادعى من أفكار للفترة المقبلة.
عندما سألت المصدر المطلع حول ما إذا كانت هناك أسماء سياسية أخرى طلبت الوثيقة التركيز على محاربتها فى الفترة المقبلة، أجابنى بالنفى، ولم أستغرب ذلك ليس لأن البرادعى هو الشريف الوحيد الذى يُخشى جانبه بين المرشحين الرئاسيين، على العكس ها نحن نشهد للمرة الأولى وفرة فى المرشحين الرئاسيين المحترمين، بعد سنوات من الترويج لأكذوبة «مافيش غيره» التى كانت تشكل أكبر إهانة فى تاريخ المصريين، تواطأ أهل النخبة السياسية على قبولها راضين صاغرين بل ساهموا فى ترويجها بين البسطاء حتى صارت حقيقة لا تقبل الشك لدى كثيرين منهم، وهى الأكذوبة التى تم نسفها عندما ظهر الدكتور البرادعى على الساحة السياسية ليتوج كفاح سنوات من نضال الناشطين السياسيين والمثقفين والأحرار الذين تجمعوا حوله فى مشهد تاريخى بعد أن أعلن عن عودته إلى مصر لكى يقدم نفسه بديلاً سياسياً عن النظام القائم، ذلك التجمع الذى كان بمثابة شرارة تفجير بركان الغضب الذى اختمر عبر سنوات طويلة، ليهتز عرش مبارك وتتحول أحلام ابنه فى الرئاسة إلى كوابيس، وتبدأ محاولات شرسة لتمزيق تلك الصورة المشرقة على أيدى ضباط أمن الدولة، ثم تنجح التناقضات الداخلية التى ابتليت بها المعارضة المصرية طيلة عمرها فى إفساد تلك الصورة قليلا، ثم تبدأ حملة شرسة تستخدم أحقر وأوطى الأساليب فى تشويه الرجل عبر جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمشمومة، وبعد أن نجح الرجل فى الظهور فى أكثر من برنامج تليفزيونى ليكتسب بحديثه منطقا لدى الكثير من البسطاء صدرت على الفور فرمانات منعه من الظهور الإعلامى، بل تم السعى لإغلاق صحيفة «الدستور» الأصلية التى كانت منبرا أمينا لنقل أفكاره وتم ذلك بمساعدة من رئيس حزب الوفد السيد البدوى، لم يتم حسابها عليها حتى الآن.
فى تلك الفترة التى سطع فيها نجم البرادعى، وعندما وجه البعض وأنا منهم انتقادات لفكرة المخلص التى بدأت تروج بين الناس، والتى يمكن أن تخلق لنا مستبدا جديدا، كان الرجل واضحا فى محاربته لتلك الفكرة بإعلانه دائما أنه لا يستطيع عمل شىء لوحده من غير حشد شعبى، لتظهر فكرة التوكيلات الشعبية لدعم مطالب الجمعية الوطنية للتغيير التى بدأت على يد شاب سكندرى غير مُسيّس اسمه صفوان محمد ثم اجتاحت مصر كلها وأرعبت النظام، ليبدأ بعدها التركيز على فكرة بُعد البرادعى عن حياة المصريين، لكن الشباب المؤيدين له بدأوا يحولون تلك التهمة إلى ميزة تجعله قادرا على صنع خيال جديد تحتاجه مصر التى قتل مبارك قدرتها على الخيال، لينتقل العزف الأمنى إلى نغمة سفر الرجل المتكرر للخارج، وهى ملاحظة أشارك الكثيرين فيها، لكننى اعتبرت أنها مرحلة انتهت مع عودته السريعة للمشاركة فى مظاهرات جمعة الغضب التى فجرت الثورة الشعبية الكاسحة فى مصر بعد أن بدأت فى يوم الخامس والعشرين من يناير بدعوة من ثلاثة كيانات على الإنترنت، أغلب رموزها قريبون من البرادعى بشكل أو بآخر، يكفى أن من بينها الحملة الشعبية لدعم البرادعى، ثم بعد تفجُّر الثورة استجاب الرجل لكل النصائح التى وجهت له بألا ينزل كثيرا إلى التحرير خوفا على حياته، ولعله استمع من على البعد لنصائح آخرين رأوا أن ظهوره اليومى فى التحرير سيكون عبئا على الثورة فى ظل حملات الحرب الإعلامية الشرسة التى جعلت من مصلحة الثوار أن يظهر البرادعى بوصفه طيفا من أطياف الثورة، وليس أبا راعيا لها.
ورغم أن الساحة السياسية بعد خلع مبارك وبدء سباق الانتخابات الرئاسية نظريا بدأت تشهد ظهور منافسين أقوياء للبرادعى على منصب الرئاسة مثل الأستاذ عمرو موسى والمستشار هشام البسطويسى والأستاذ حمدين صباحى، بالإضافة إلى منافسين أصحاب تجارب سياسية أمثال الدكتور أيمن نور والأستاذ طلعت السادات والدكتور عبدالله الأشعل، وكل منهم يستطيع أن ينافس البرادعى بقوة، بل إن تحالفات بعضهم يمكن أن تقلل من فرص نجاحه خاصة مع استمرار الحرب الإعلامية ضده فى كل المواقع، ومع ذلك فإن واضعى ومنفذى الخطط الإجهادية لم يكتفوا بجعل ذلك يحدث بفعل تفاعلات الواقع، بل شغلتهم فكرة الانتقام من الرجل، لكى لا يتم ترك أى شىء للصدفة كما حدث من قبل، أو ربما لأن تصفية دور البرادعى تشكل انتقاما من الثورة التى كان أحد قادتها، وتؤدى لإحباط مؤيديه من مفجرى الثورة لتكتمل صورة المسخرة السياسية التى يُراد لها أن تجعل من ثوار يناير أول ثوار فى التاريخ بدلت ثورتهم وطنهم لكنها لم تبدل مواقعهم فى صفوف المعارضة.
من هذا كله تستطيع أن تفهم ما حدث للبرادعى فى المقطم على أيدى من يُجمع شهود العيان الذين رصدوا تحركاتهم على أنهم كانوا يؤدون دورا محددا سلفا، ويشهد الكثيرون من سكان المقطم أنهم غرباء عن المنطقة، لينتقل الدور بعدها إلى اللاعبين فى الصحف الحكومية وبرامج التوك شو، فتأتى على سبيل المثال لا الحصر زوجة رئيس تحرير صحيفة حكومية صفراء ينفق عليها المواطن من ضرائبه لكى تكتب أن البرادعى وابنته ذهبا لكى يقدما رشاوى للناخبين فقذفهما الناس بالحجارة، بينما تردد صحيفة كانت عريقة كلاما يدعو للخجل عن محاولة البرادعى تخطى الطابور، وتتحدث صحيفة أخرى عن أن المواطنين (بالألف واللام) هم الذين رشقوا البرادعى بالحجارة، وما إلى ذلك من ترّهات كشفها الملايين عندما شاهدوا الصور والفيديوهات التى وثّقت الاعتداءات، كل ذلك يحدث فى الصحف الحكومية بينما يكتفى أستاذنا الدكتور يحيى الجمل بالخروج من مكلمة إلى مكلمة ناسياً الآمال التى علقناها عليه فى ملفى الصحافة والحوار الوطنى، ومكتفيا بإشعال الحرائق كلما فتح فمه ليتكلم، للعلم فقط سألت أحد المسؤولين العسكريين قبل أيام عن ملف التغييرات فى الصحافة والإعلام فقال لى إن الأمر فيه متروك للدكتور يحيى بالكامل، وعندما قلت له: لكن الناس تحملكم مسؤولية البطء فى حل هذا الملف المهم، عاد ليكرر أن المجلس يثق فى الدكتور يحيى، وأن رئيس الوزراء بارك هذه الثقة وترك للدكتور يحيى مسؤولية التصرف فى هذا الملف، وهو ما يجعلنا نسأل بصراحة مع محبتنا للدكتور الجمل: هل بات سيادته عبئا على الثورة وآن له أن يستريح ويُريح؟!
هل أقول لك كل هذا الكلام لأننى معنىّ بوصول الدكتور البرادعى إلى مقعد الرئاسة؟، لا والله، فلعلك تذكر أننى كتبت يوم الثلاثاء الماضى قائلا إن كل المرشحين الرئاسيين بمن فيهم البرادعى أثبتوا أن لديهم أزمة حقيقية مع الشارع بعد نتائج الاستفتاء، وأنهم إذا لم يبدأوا بعمل تحالفات سريعة سيخسرون جميعا، كما تعلم كنت قد طرحت فى الأسبوع الماضى فكرة عمل تحالف بين البرادعى والبسطويسى ليكون أحدهما رئيسا والآخر نائبا، وقد أوصلت الاقتراح إلى مقربين من البسطويسى الذين رفضوا الفكرة تماما قبل أن يعلن هو بنفسه رفضها إعلاميا، فأبلغتهم تخوفاتى مجددا من عدم وجود أرضية جماهيرية كاسحة للبسطويسى الذى أحبه وأقدره، على الأقل كما أرى، واقترحت عليهم أن يحدث ذلك التحالف بين البسطويسى وحمدين صباحى بدلا من أن ينزل كل منهما بمفرده، قلت ذلك وأنا من مؤيدى البرادعى وسأظل أؤيده طالما لم يقرر الانسحاب، فالانحياز لهذا الرجل فى رأيى انحياز لقيمته ودوره وإمكانياته وليس لشخصه،
على أى حال أسعدنى معرفة أن صباحى والبسطويسى سيعقدان اجتماعا سويا خلال أيام لبحث الفكرة، وأنا أناشد كل من يحبون الرجلين أن يباركا هذا التحالف وأن يقدّر الجميع خطورة الفترة الراهنة وحساسيتها، وأن يتذكروا أنها لن تكون آخر انتخابات فى تاريخ المصريين، كما أتمنى على الدكتور البرادعى الذى لم أتشرف بلقائه من قبل أن يغير من خطابه الإعلامى سريعا وأن يفكر فى التحالف مع شخصية تحظى بقبول جماهيرى واسع، اعتبرنى مخرفا لكننى أتمنى أن يكون مثلا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذى يشكل وجها مقبولا للتيار الإسلامى ليس لأنه تعرض لاضطهاد طويل داخل جماعة الإخوان، بل لأنه رجل يقر بمدنية الدولة بمفهومها الإسلامى ويؤمن بعدم إدخال الدين فى الصراعات الانتخابية الرخيصة.
على أى حال، الأهم من هذه التخريفة الانتخابية أن يأخذ الدكتور البرادعى مأخذ الجد كل الأخطار التى يمكن أن تتعرض لها حياته، وأعتقد أنه يجب أن يطالب النائب العام بفتح تحقيق رسمى حول كل ما أثير حول استهداف حياته من العقيد عمر عفيفى والمقدم محمد عبدالرحمن، وأن يطلب رسميا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة تشكيل قوة حماية رسمية محترفة له من أكفأ ضباط وزارة الداخلية، ولو أننى سمعت أن اللواء هشام أبوغيدة آخر رئيس لجهاز أمن الدولة المنحل قد تولى منصب رئيس إدارة الحراسات الخاصة، وربما سيكون من مفارقات القدر أن يوكل إليه مستقبلا مهمة حماية البرادعى الذى كان موكلا إليه مهمة محاصرته من قبل، ولعل ذلك يجعله الأنسب لتحقيق هذه المهمة إذا لم تعتبر ذلك تخريفة جديدة من تخاريفى.
المهم ألا تؤخذ مأخذ التخريف دعوتى للجميع أن يطلبوا من الجيش وبشكل رسمى حماية كل مرشحى الرئاسة المعارضين للنظام السابق والذين يشكل نجاحهم خطرا عليه، أعتقد أن قوى نظام مبارك لا تستهدف البرادعى لشخصه بل لمعارضته لمبارك، ولذلك لن تكون سعيدة أيضا إذا شعرت بأن هشام البسطويسى وحمدين صباحى مثلا يمكن أن يصلا إلى كرسى الحكم، ليفتحا ملفات مبارك كاملة، ولكى ينهيا إلى الأبد فكرة تحالف السلطة ورأس المال لحكم مصر، ولذلك يمكن أن يكونا هما أيضا هدفا للتصفية سواء نزلا الانتخابات فرادى أو معا، وكذلك الحال مع كل وجه ستفرزه الأيام القادمة وتثبت وجود شعبية كاسحة له فى الشارع سواء كان ذلك فى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية، ومن المهم التأكيد على أن حماية جميع هذه الشخصيات ليست ترفا ولا رفاهية، بل هى ضرورة يجب أن تتحملها الأجهزة الأمنية السيادية التى تتمتع بثقة الناس، بإشراف كامل من القوات المسلحة، لكى لا نشاهد كوابيس قوائم الاغتيالات التى شهدتها دول أخرى، وقد تحولت إلى واقع مفزع يدخل البلاد فى دوامة خطيرة والعياذ بالله، حمى الله مصر من كل سوء، وألهم شعبها وثوارها التوفيق والحكمة.
هذا ولاتزال لدىّ فى هذا الملف أوراق شائكة كثيرة، لا أدرى هل سيكون الوقت مناسبا لطرحها فى الأيام المقبلة، أتمنى ذلك إذا عشنا وكان لنا نشر.