مصر

مصر

Tuesday, March 29, 2011

سالي زهران البطلة التي تقنا إليها:

لم تكن الضجة الإعلامية المصاحبة لوفاة أو استشهاد سالي زهران في البداية صدفة لقد كنا عطشي لبطلة، لشهيدة مثلها لم تتلون بتيار ديني معين فتاة تكون هي الرمز للمرأة في مصر و دليل علي مشاركة المصريات في الثورة، و لم يكن صدفة الاهتمام الإعلامي في البداية بسالي وحدها دون عن بقية الفتيات سواء كن من المحجبات أو غير المحجبات من اللاتي استشهدن في أحداث ثورة يناير ، سالي كانت أمل العديد من النساء اللاتي لازلن يحلمن بالحرية و حقهن في أن ينظر إليهم من بالشارع نظرة محترمة و علي إنهن أشخاص لهن نفس الحقوق و الواجبات. سالي كانت حلم كل فتاة في أن ينظر إليها العالم علي إنها بطلة و شهيدة مش مجرد أداة شهوة و استمتاع مش مجرد مزة جامدة بل إنسانة لها مشاع تجرح عندما ينظر إليها علي إنها عورة يجب أن تختفي. و رجاء لا تقولوا لي أن أزياء بعض الفتيات هي التي تدفع الشباب للنظر إليهن بهذه الطريقة و كأننا نجرد الشباب من صفات الإنسانية و نصبغ عليهم صفات الشهوانية و نصورهم علي إنهم حيوانات مبرمجة للشهوة و الغريزة و لا يتحكم العقل فيهم فشبابنا ليسوا كذلك شبابنا فقط تناسي إن المرأة إنسان مش جنس مستقل بذاته مخلوق لمتعة الرجل كما خلقت البقرة لحلب الحليب . لقد شعر الإعلام بعطش الفتيات لمثل أعلي كسالي زهران بطلة مش مجرد واحدة حلوة بدون عقل بل بنت لها موقف. و لكن هيهات أبت بعض الأيادي إلا أن تغتال سالي زهران مرة أخري بعد أن اغتالتها عادات الصعيد التي قضت بحبسها في منزلها بحجة الخوف عليها رغما عنها سالي زهران التي قالوا أنها انتحرت لم تنتحر بشهادة أمها بل أختل توازنها و سقطت ، سالي زهران اغتالها رفض المجتمع لدورها في المظاهرات و رفض أمها و أخوتها خروجها بحجة أنها بنت و أن في رجالة ممكن يقوموا بما تعمله سالي ، هكذا ماتت أو استشهدت – حقا لا تهمني المسميات – سالي قبل أن تغتالها لمرة أخري أذرع الجهل و التخلف و التطرف لمرة ثانية بتمزيق صورها من الميادين بعد أن أفتي من أفتي بكونها كافرة (معلهش أصل في ناس في مصر واخدة الحق الحصري في التحدث باسم الإسلام ) علشان كما زعموا قفزت من البلكونة مع أن من شاهد أخر لحظاتها هي أمها و قالت أن توازنها قد أختل و لم تقفز و لكن (و مش عارفة لية بافتكر مقولة أحمد راتب في فيلم الإرهابي لا تجادل و لا تناقش يا أخ علي ) الإخوة قالوا أنها انتحرت تبقي انتحرت و هذا طبعا حتي لا يدخل الإخوة في معضلة الا و هي التعاطف الشعبي مع واحده غير محجبة استشهدت دفاعا عن ما تؤمن بة في قضية الثورة التي لم تكن مصبوغة في بدايتها بأي صبغة دينية كما حدث ألان كما من إحساس متناني لدي بعض الإخوة و السادة السلفيين أنهم هم من قاموا بالثورة و طردوا حسني و العائلة المالكة بتاعتة و نضفوا مصر و كشفوا الفاسدين ...... أقولك هما اللي أكلوا الجبنة و طبعا بما إنهم هما اللي ضحوا بالغالي و النفيس علشان مصر (دة كلامهم) مش علشان مصلحتهم و لاحاجة ما ينفعش أنة يكون أحد رموز الشهداء مزة بشعرها ما ينفعش تكون سالي هي الوجة الذي يمثل الثورة (اللي هما قاموا بها ) و بالتالي لازم سيرة سالي زهران تشوه و اسمها يقترن بالانتحار و عدم الإحساس بالمسئولية و بالتالي تم تقطيع صورها و استبدلت بصور شهيدة أخري محجبة لفترة قصيرة ثم ما لبثت أن أزيلت صورة الشهيدة الأخرى , و هذا ليس لة سوي دلالة واحدة و هي أن الإخوة يريدون إخفاء دور أي إمراء شاركت في الثورة فمن قام بالثورة كانوا رجالا فقط و لم تكن للنساء دور سوي الصويت علي الرجالة لما تقع( كانوا رجالة ووقفوا وقفة رجالة) . و أخيرا كان لازم أدافع عن سالي زهران و اخواتها محجبات و غير محجبات مسلمات و غير مسلمات المهم إن كلهن مصريات دفعن حياتهن دفاعا عن مصر و عن مبادئهم بعضهم قتلهم ألسنة المتأسلمين الذين اغتالوا سيرتهم وسط مع أشعر أنة تواطوء شعبي بمجرد الصمت عن حقوق المرأة عامة و عن ما حدث مع سالي زهران التي ماتت و هي تحاول الدفاع عن حقها في الخروج و التعبير عن رأيها . سالي زهران لن ننساك

No comments: